. عبد الحفيظ خوجة
أبحاث ودراسات عديدة لا يفتأ يقوم بها العلماء في مختلف مراكز البحوث في العالم، ومن مختلف الحقول،ِ حول العوامل التي تسبب التغييرات التي تحدث في خلايا الجسم البشري، كعلم الشَيْخُوخَة والتغذية وتمارين الجهاز العضلي والحركي. وقد تم اجراء بعض هذه الدراسات على البشر، والبعض الآخر ظهرت نتائجه على الحيوانات ولا يزال في طور البحث على الإنسان.
والهدف من هذه الجهود الوصول إلى طرق للعَيْش في صحة أفضل وعمر أطول، والتعرف على الأسرار التي يمكنها أن تمحو آثار السنين.
وقد ثبت أن70% من العواملِ التي تؤثّرُ على متوسط العمر المتوقعِ للإنسان، هي اتباع سلوكيات يومية معتدلة ولَيسَ فقط بسبب جينات جيدة.
* عناصر الطاقة ومن نتائج هذه الدراسات العالمية الأخيرة ما أجمع من خلاله العلماء على ضرورة اتباعه وتطبيقه من قبل الإنسان، ومنها:
أولا: تناول جرعات عالية من الثنائي الديناميكي، اذ يؤكد البروفيسور بروس ن. إيمس، أستاذ الكيمياء الحيوية وعِلْم الأحياء الجزيئي في جامعة كاليفورنيا، بيركيلي، ضمن نتائج دراسته على ضرورة تناول جرعة يومية مقدارها 800 مليغرام من حامض ألفا ليبويك alpha-lipoic acid ، و2000 مليغرام من أسيتايل- إل كارنيتينacetyl-L-carnitine ، لأن العنصرين الكيميائيين يَرْفعان ناتجَ الطاقة من المايتوكوندريا (الحبيبات الخيطية) mitochondria، التي تقوي الخلايا على العمل، فقد أثبتت الدراسات أن انحطاط المايتوكوندريا هو عامل رئيسي في عملية الشَيْخُوخَة، وثبت علميا ارتباطه ببعض الأمراضِ مثل الزهايمر (النسيانِ) ومرض السكّري.
حامض ألفا ليبويك عاملُ مساعد رئيسي وضروريِ في عملية أيضِ الطاقةِ في الكائنات الحية ابتداء مِنْ الجراثيمِ إلى البشرِ وكذلك العمل كمانعِ تأكسد عندما يوجد بكميةِ كافيِة. وتَحتوي أجسامَنا، في الظروف الطبيعيةِ، كميات صغيرةَ مِنْ الحامض غير كافية لتَزويد الحمايةِ المثاليةِ مِنْ الجذور الحرّةِ. لذا فيجب أخذ كمية تعويضية من خلال الإمداد الغذائي تجعل حامض ألفا ليبويك جزيئياً أيضياً مانعاً للتأكسد.
المصدر الغذائي لهذا الحامض أوراق النباتاتِ التي تَحتوي مايتوكوندريا وأنسجة النباتات غير الضوئية مثل البطاطا والسبانخ. ومصدر آخر هو اللحم الأحمر (لحم الخروف) الذي يعتبر أغنى مصدرِ طبيعي لهذا الحامض. أما أسيتايل ـ إل كارنيتين فهو متوفر في اللحم الأحمر.
لقد وجد البروفيسور إيمس في دِراستِه، أن الجرذان المُسِنَّة التي زُودت بتلك العناصر أعطت طاقة أكبر ودارتْ في المتاهات بشكل أفضل. وهذا يعطيها أملاً وتفاؤلاً في حياة أطول.
يَقُولُ البروفيسور إس. ميتشيل هارمان، رئيس معهدِ كرونوس لأبحاثِ طولِ العمر أن نتائج الدراسات بالنسبة للحيواناتِ مقنعة جداً، وأن التجارب الطبيَّة لا زالت مستمرة بالنسبة للإنسان، ومن الممكن أَنْ نَكُونَ متأكّدينَ من أن هذه المركّبات آمنة جداً، وأن أسوأ أثر جانبي لها تم تسجيله في البشرِ هو الطفح الجلدي.
* الحفاظ على الوزن ثانيا: حافظ على وزنك كما كنت في سن 18 عاما، اذ يقُولُ البروفيسور والتر ويلليت أستاذ كرسي بقسمِ التغذيةِ في مدرسةِ هارفارد للصحة العامةِ، ان عدم التدخين هو الشيءُ الأكثر أهميةً للمحافظة على الصحة والبَقاء حياة أطولِ. وأن الخلايا الدهنية تنتجِ هرمونات تَزِيدُ من خطر الإصابة بالنوعِ الثاني من مرض السكّريِ، كما تجعل المواد المسمّاة سايتوكينزcytokines ، التي تسبب الالتهابات، أن تؤدي إلى تصلب الشرايين والقلب وأعضاء أخرى.
إن وجود دهنِ فائضِ في الجسم يعتبر خطرِاً للإصابة ببَعْض الأمراضِ السرطانية أيضاً. وتثبت الدِراسات بأنّ هذه العوامل مهمة جدا لمكافحة الموتِ المبكر لمن هم أصغرِ سناً من عُمرِ 75 مقَارنَة مَع الناسِ البدينين.
تعتمد الحكومات مستوى واسعاً من الأوزانِ الّتي تعتبر صحّيةَ جزئياً (بين 50 ـ 64 كيلوغراما للمرأة التي طولها حوالي 162 سم)، لأن أحجام الأجسامِ تتفاوتُ بشكل هائل. لذا فللمحافظة على الوزنِ المناسب للشخص، يقترح البروفيسور ويلليت أن يجرب الشخص لبس ملابس حفلة التخرج من المدرسة، بشكل دوري، بافتراض، أنّه كان يتمتع بوزن صحّي في ذلك العُمرِ، وإلا فعليه أن يحقق حوالي 23.5 من مؤشر الكتلة الجسدية BMI.
* تنظيم الطعام ثالثا: تخلَّ عن وجبة طعام كل يوم، فإن لهذا السلوك نَتائِجَ مثيرة حقاً. وقد لوحظ ان الجرذان التي أعطيت طعاماً أقل 30% مِنْ الكمية المعتادة عاشت حياة أطول 30% مِنْ المتوقع لها. وفي دراسة أخيرة أجريت في مدرسة الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، وُجدَ أن قلوبَ الذين خفضوا كمية السُعرات الحراريةِ (بإلغاء وجبة واحدة) كانت تبدو أصغر بـ 10 إلى 15 سنة مِنْ أولئك الذين أكلوا وجباتهم كاملةً.
وفي بحثِ آخرِ، وُجدَ أن الذين خفضوا كمية السُعرات الحراريةَ تحسنت لديهم مستويات الأنسولين في دمائهم وكَانَت علامات الشيخوخة في الحمض النووي «دي إن أيه» أقل. يَعتقد العلماء أن خفض كمية الطعام في الأكل، يُخفّضُ تآكل وتَلفَ الأنسجِة الذي ينتج مِنْ ارتفاع سُكّرِ الدمِّ، والالتهابات، ويَجتثُّ الجزيئات المعروفة بالجذور الحرّةِ.
ومن الشخصيات التي طبقت نظام التخلي عن وجبة غذائية، الدكتور إدوارد كالابريس أستاذ عِلْم السموم وعُلوم الصحةِ البيئيةِ في جامعةِ ماسوشوستس، فقد اختارَ التقيد بتناول سُعرات حراريةِ مخفّفة (التَخلّصَ من وجبةِ طعام الغداء)، والدكتور مارك ماتسون رئيس مختبرِ العلوم العصبية في المعهدِ الوطنيِ للشَيْخُوخَة، فقد عَملَ بدون وجبة فطورِ لـ 20 سنةِ.
حاول إلغاء وجبة طعام واحدة في اليوم أَو صيام يوم واحد في الأسبوع، ولا تُحاول تقليل السُعرات الحراريةِ أكثر من ذلك؛ ولكنْ أكثر من شرب الماءِ. إنك قطعاً ستجني الكثير من الفوائد